بلدي نيوز – حماة (مصعب الأشقر)
طبل النظام وأبواقه الإعلامية بشكل لافت للنظر، لمشروع افتتاح مدرسة ابتدائية بمدينة سلحب الموالية في ريف حماة، إضافة لبناء مستشفى تم الانتهاء من عدة مراحل فيه بحسب صور للمشروع.
وبحسب صفحات ناطقة باسم المدينة وتقرير تلفزيوني كامل، فإن الأعمال السابقة الذكر تمت بجمع تبرعات من أهالي مدينة سلحب لإقامة المدرسة والمستشفى، الذي تتراوح تكلفته بين الـ100و 150 مليون ليرة سورية، عدا المدرسة التي كلفت بحسب صفحاتهم 17 مليون ليرة سورية.
والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، هل حقا تم جمع تبرعات من أهالي المدينة، أم أن هناك مصادر تمويل أخرى.
بلدي نيوز تابعت تقارير تلفزيون النظام السوري منذ بداية المشروع إلى ساعة يوم افتتاح المدرسة الابتدائية، حيث حضر تلفزيون النظام وأخذ تسجيلات مصورة لمن قال إنهم عسكريون يأتون في وقت إجازتهم للمساعدة بأعمال البناء ونقل المواد اللازمة له.
إلا أن اللافت في الأمر أن جميع من ظهر في تقرير النظام كانوا يرتدون البزة العسكرية الكاملة عدا مدير تربية حماة الذي يظهر بلباس مدني، والسؤال الأجدر هل مدة 9 أشهر كافية لجمع تبرعات تكفي لبناء مستشفى ومدرسة خاصة، في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون الموجودون داخل مناطق النظام.
الباحث في شؤون القرى والبلدات الموالية للنظام بالخط الغربي من سهل الغاب، بكار حميدي، قال لبلدي نيوز: "إن مثل هكذا مشاريع تصل تكلفتها إلى عشرات الملايين لا يستطيع ابن تلك المناطق المعروف بـ فقره المدقع التبرع ولو بجزء يسير منها".
وأضاف حميدي: "تتمتع مدينة سلحب بصبغتها الطائفية الخالصة الموالية للنظام وقراها المحيطة بها، حيث تقدر نسبة الشبيحة من أبناء سلحب بـ 85% معظمهم ضمن قوات صقور الصحراء أو قوات النمر، والناظر إلى ما تعفشه من منازل المدنيين ومزارعهم وأسواقهم التجارية كفيل بإقامة عشرات المشاريع في مدينة سلحب وبتكلفة تصل إلى مئات الملايين جمعت من مدن وقرى وبلدات السنة في سوريا كحمص وريف حماة مثل صوران ومعردس ومؤخرا حلب".
وأكد حميدي تواجد "أكثر من 3 أسواق في بلدات الغاب الموالية، من أشهرها سوق بلدة شطحة لتصريف المسروقات التي يعفشها شبيحة صقور الصحراء من البلدات والأحياء التي يدخلونها، وتسمى تلك الأسواق أينما وجدت بسوق السنة، نسبة إلى مصدر المسروقات لأصحابها، لا بل يتعدى الأمر أكثر من ذلك حيث تقام في تلك الأسواق مزادات علنية على البضائع النفيسة".
ولفت حميدي، إلى أن زمن بدء العمل والمدرسة والمستشفى كان بعد النصف الثاني من العام الجاري، بالتزامن مع قيام قوات النظام وميليشياتها الطائفية بتعفيش مدينة داريا بكاملها التي امتلأت منها أسواق السنة كما يسمونها، وصولا إلى سرقة أحياء حلب الغربية التي تركها أهلها.
وبحسب حميدي، فإن "الشبيحة في مناطق التماس يحضرون زوجاتهم وأولادهم للمساعدة بتعفيش أكبر قدر ممكن من منازل المدنيين، وهذا شاهدناه بأم أعيننا في بلدة الزيارة بسهل الغاب، منذ أكثر من عام حيث تدفق الشبيحة مع عوائلهم إبان سيطرة قوات النظام على البلدة وقاموا بسرقة المنازل والمزارع والمحال التجارية".
وكان محافظ حماة السابق غسان خلف، قد وصف شبيحة قرية سلحب بأنهم مجرمون ولصوص ودواعش الداخل، ما جعلهم يرسلون تسجيلا مصورا للتظلم لدى بشار الأسد والتهجم على المحافظ الخلف، الأمر الذي أطاح به قبل أيام واستبداله مع رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة، بحسب جريدة الفداء الصادرة بحماة المدينة مما يفضح زيف وكذب تمويل المشفى بالتبرعات ويؤكد بناءه من المسروقات.
وأشار حميدي إلى أن "النظام أراد مكافأة ميليشيا صقور الصحراء المقربين من سهيل الحسن، فبنى لهم مستشفى ومدرسة ليحافظ على ولائهم من جهة، ولتكون تلك المنشآت غشاوة على عيون أهالي سلحب وقضائها للتغطية على أعداد القتلى من أبناء تلك المدينة في صفوف النظام الذين فاقوا الـ900من مدينة سلحب فقط التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ 20 ألف نسمة".
تجدر الإشارة إلى أن تلفزيون النظام أحدث مؤخرا مركز له في سهل الغاب، يتنقل مراسلوه ضمن القرى والبلدات الموالية لتغطية المشاريع وتصوير هموم المدنيين من صرف صحي وأعلاف للحيوانات لإكمال هدف النظام في صرف أنظار مواليه عن أعداد قتلاهم.